نتنياهو : "أنا أفهم أمريكا أولاً، لا أفهم أمريكا ميتة"

نتنياهو :  "أنا أفهم أمريكا أولاً، لا أفهم أمريكا ميتة"

في خطابه الأخير، أثار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جدلاً واسعاً بتصريحه: "أنا أفهم أمريكا أولاً، لا أفهم أمريكا ميتة"، في إشارة مباشرة إلى ضرورة استمرار الدعم الأميركي لإسرائيل في ظل تصاعد التوتر مع إيران . هذا التصريح، الذي جاء في لحظة حرجة من التصعيد العسكري، يعكس محاولة نتنياهو تأطير الصراع مع إيران كقضية أمن قومي أميركي، وليس فقط إسرائيلياً.

خلفية الخطاب

الخطاب جاء في سياق تصاعد المواجهة بين إسرائيل وإيران، حيث تبادلت الدولتان ضربات جوية، وأسفرت الهجمات الإسرائيلية عن مقتل عشرات الإيرانيين، بينهم قادة عسكريون بارزون . نتنياهو شدد على أن الحرب ليست ضد الشعب الإيراني، بل ضد "النظام القمعي"، داعياً الإيرانيين إلى "الوقوف من أجل حريتهم" . 

الرسائل السياسية

  1. رسالة إلى الداخل الأميركي: نتنياهو يحاول استمالة الرأي العام الأميركي، خصوصاً المحافظين، عبر تصوير إيران كعدو مشترك، وبالتالي تبرير استمرار الدعم العسكري لإسرائيل.

  2. رسالة إلى الداخل الإسرائيلي: في ظل تراجع شعبيته، يسعى نتنياهو إلى تعزيز صورته كقائد حازم في مواجهة "التهديد الإيراني"، مستنداً إلى خطاب تعبوي يربط أمن إسرائيل بمصير الغرب بأكمله

  3. رسالة إلى إيران: الخطاب حمل تهديداً صريحاً باستمرار العمليات العسكرية، مع تأكيد على استهداف المنشآت النووية والصاروخية الإيرانية، في محاولة لردع طهران

    أبعاد الخطاب

    تصريحات نتنياهو ليست مجرد كلمات، بل جزء من استراتيجية أوسع تهدف إلى:

      • تحييد البرنامج النووي الإيراني.

      • منع قيام دولة فلسطينية في غزة، بذريعة أنها امتداد للنفوذ الإيراني.

      • جرّ الولايات المتحدة إلى موقف أكثر صرامة تجاه طهران، وهو ما يثير قلقاً دولياً من اتساع رقعة الحرب  . الخطاب إذن ليس مجرد تعبير عن موقف، بل أداة سياسية تسعى إلى إعادة تشكيل التحالفات، وتبرير التصعيد العسكري، وربما حتى التمهيد لمرحلة جديدة من الصراع الإقليمي.